د. بسام الزعبي
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحوار الوطني حول القضايا السيبرانية الملحة، واستشراف حلول عملية ومستدامة تنبع من الواقع الأردني، أطلق المركز الوطني للأمن السيبراني، مشروع (حوارات سيبرانية)؛ والذي يهدف إلى تحفيز الحوار البنّاء حول التحديات السيبرانية المعاصرة وتأثيرها المباشر على حياة الأفراد وعمل المؤسسات.
كما يهدف المشروع إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في جهود الأمن السيبراني الوطني؛ من خلال الاستماع لأصحاب الاختصاص والتحديات في البيئة الرقمية، وبناء جسور تواصل بين الخبراء والجمهور العام لنقل المعرفة بطريقة مبسطة وواضحة تسهم في نشر الوعي السيبراني على نطاق واسع، كما يركز المشروع على تعزيز مفاهيم الأمن السيبراني داخل المؤسسات التعليمية لبناء جيل رقمي واعٍ، وتطوير شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، مع تسليط الضوء على حماية المرأة والطفل من التهديدات الرقمية.
ويتضمن مشروع (حوارات سيبرانية) ثلاث جلسات حوارية متخصصة تُعقد بمشاركة خبراء متخصصين، وأكاديميين، وممثلين عن القطاعين العام والخاص، إضافة إلى المهتمين بحماية الفئات المجتمعية في الفضاء السيبراني، على أمل أن تخرج هذه الحوارات بتوصيات عملية تسهم في دمج الأمن السيبراني بالتعليم، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز التعاون السيبراني وتمكين المرأة والطفل في البيئة الرقمية.
الجلسة الأولى من الحوارات جاءت تحت عنوان: التعليم الأكاديمي والأمن السيبراني: توازن بين التحول الرقمي وأمن المعلومات، وركزت على البيئة التعليمية الداعمة لأمن وأمان الفضاء السيبراني الأردني، وتضمنت عدداً من المحاور الحيوية، من بينها؛ بناء ثقافة ووعي سيبراني داخل البيئة التعليمية، أهمية دمج مفاهيم الأمن السيبراني في المناهج التربوية، مناقشة مدى مواءمة البرامج الأكاديمية الحالية مع احتياجات سوق العمل الأردني.
أما الجلسات القادمة فستتناول محاور متخصصة منها؛ ريادة الأعمال السيبرانية الوطنية، وحماية المرأة والطفل في الفضاء الرقمي، وذلك في إطار جهود المركز الوطني للأمن السيبراني نحو بناء فضاء رقمي أردني آمن، موثوق، وقادر على الصمود في وجه التحديات السيبرانية.
الفضاء السيبراني أصبح يشكل خطراً متزايداً على كافة فئات المجتمع، وعلى كافة القطاعات الاقتصادية بمستويات متفاوتة، وقد تضررت العديد من البنوك والشركات الكبرى حول العالم بسبب الهجمات السيبرانية الخبيثة التي تقوم بها عصابات متخصصة، مما الزم تلك البنوك والشركات على اتخاذ تدابير أمن الكترونية أكثر قوة في الدفاع عن مصالحها.
ونحن في الأردن يتوجب علينا زيادة الوعي بأهمية الأمن السيبراني، الذي أصبح يهدد مجتمعنا ووطننا بطرق شتى، ولا بد من مشاركة الجميع في هذا الجهد الوطني، فمن حماية الأطفال والأسر إلى حماية المنشآت والمؤسسات التعليمية والوزارات وغيرها، أصبح المطلوب منا أن نكون أكثر وعياً وحرصاً على أنفسنا وأسرنا وشركاتنا وبلدنا، لأن عدونا الالكتروني خفي، وطرقه في الاختراق والإضرار بنا خبيثة ومبتكرة، فلنكن على قدر التحديات الالكترونية التي تحيط بنا.
13-آب-2025 01:37 ص